للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشكر الجوارح: أن يقوم بطاعة المنعم عَزَّ وَجَلَّ، ومن شكر الجوارح: أن يظهر أثر النعمة عليه، فإن كان غنيًّا ظهر ذلك عليه في مركوبه وملبوسه وكل مظهره، لأن الله تعالى إذا أنعم على أحد بنعمة أحب أن يرى أثر نعمته عليه.

فإذا قال قائل: هل بين الحمد والشكر فرق أو هما متفقان؟

فالجواب: أن بينهما فرقًا:

أولًا: أن الحمد متعلقه اللسان فقط، لأنه وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم، فلا يتعدى إلى الجوارح.

ثانيًا: أن الحمد يكون لإحسان المحمود ولكمال المحمود، والشكر للإحسان فقط، فالشكر يكون على النعم فقط، والحمد يكون على النعم وعلى أوصاف الكمال، فبين الحمد والشكر عموم وخصوص من وجه، فالحمد أعم من حيث السبب، وأخص من حيث المتعلق، والشكر أخص من حيث السبب، وأعم من حيث المتعلق، والله يحمد على نعمه، وعلى كماله فهذا سبب الحمد، والحمد إنما يكون باللسان فقط، والشكر إنما يكون على النعم فقط، فلا تقول: اشكر الله على كمال صفاته، بل على نعمه، فسبب الشكر أخص، لكنه يتعلق بالقلب واللسان والجوارح فهو أعم من حيثما المتعلق.

الفوائد:

في الآيات الكريمات فوائد منها:

١ - بيان قدرة الله عَزَّ وَجَلَّ على إحياء الأرض بعد موتها، لقوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا}.

<<  <   >  >>