الكبير العظيم الذي تصل حرارته إلى الأرض مع بعد المسافة بينها وبين الأرض، لا شك أن هذه من آيات الله، من يستطيع أن يوجد مثل هذه الكتلة النارية الملتهبة المضيئة التي يصل ضوؤها وشعاعها وحرارتها إلى الأرض مع هذه المسافة العظيمة؟ ! الجواب: لا أحد يستطيع، إذًا فهي آية من آيات الله، ثم ما يحصل فيها من المنافع من إنضاج الثمر، وتدفئة الأرض، والنور العظيم، كم طاقة يستفيدها الإنسان بنور هذه الشمس من الكهرباء، طاقة عظيمة سواء كان هذا فيما يحصل من الحرارة في أيام الشتاء التي يستغني بالشمس عند تدفئة المنازل، أو فيما يحصل بالإضاءة فإذا هذا أمر لا يقدر له ثمن، أما إنضاج الثمر، وإيباس الرطب وما أشبه ذلك مما فيه مصلحة الخلق فحدث ولا حرج، فهي آية عظيمة من آيات الله عَزَّ وَجَلَّ.
وهي آية في مسيرها قال:{تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} يعني تسير جريًا، والجري هو المشي بشدة، وهكذا الشمس تسير بسرعة عظيمة جدًّا لا يعلم قدرها إلَّا الله عَزَّ وَجَلَّ، أو قد يعلم بالوسائل الحديثة مدى سرعتها، لكن تأمل الطائرة تسير في سرعة عظيمة وهي قريبة منا، ومع ذلك نراها تمشي ببطء؛ لبعدها عنا فما بالك بالشمس؟ ! نحن نراها تسير لا شك في هذا، حتَّى إنك نظرت إلى الظل عند انفصاله من الشعاع تجده يتحرك كأنه يرتعد، وهذا يدل على أنَّها تمشي مشيًا عظيمًا، ومع هذا وهي بعيدة جدًّا ونشاهدها تسير هذا السير إذن فسريانها سريع جدًّا، وقد علم تقديره عند الفلكيين الآن وقوله:{لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} قال المؤلف: