وقيل: إن المستقر مستقر زمني، وذلك عند تكويرها يوم القيامة، أي: عند منتهى سيرها في يوم القيامة، أي: تجري إلى يوم القيامة الذي هو موضع قرارها الزمني.
وقيل: إن المراد بالمستقر منتهى تنقلها في البروج الشمالية واليمانية، فلها حد تنتهي إليها من الشمال لا تتجاوزه، ولها حد تنتهي إليه من الجنوب لا تتجاوزه، وبناء على هذا يكون المستقر زمانيًّا ومكانيًّا، لأن غاية سيرها في الشمال يكون به ابتداء فصل الصيف، وغاية سيرها في الجنوب ابتداء فصل الشتاء، فهذا مستقر زمني مكاني، فهذه الشمس العظيمة التي لا يعلم قدرها إلَّا الذي خلقها سبحانه وتعالى لما فيها من المصالح العظيمة {تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} كل شيء له غاية، وكل شيء له منتهى إلى الله عَزَّ وَجَلَّ. قال المؤلف: [{ذَلِكَ} أي: جريها {تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ} في ملكه {الْعَلِيمِ (٣٨)} بخلقه] [{ذَلِكَ} أي: جريانها لمستقرها {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣٨)} وأضاف التقدير هنا إلى هذا الاسم الكريم {الْعَزِيزِ} لأن هذه الشمس العظيمة تحتاج إلى قوة وسلطان قاهر، فلهذا أتى باسم {الْعَزِيزِ}؛ لأن العزيز يشمل ثلاثة معانٍ:
أولًا: العزيز في قدره.
ثانيًا: العزيز في قهره.
ثالثًا: العزيز في امتناعه.
أما في قدره فمعناها: أن الله ذو شأن عظيم لا يماثله أحد، وأما في قهره فمعناه أن الله له الغلبة والسلطان المطلق، يقول