للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العزيز العليم. قال: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠)} (كل) قال المؤلف: [تنويه عوض عن المضاف إليه من الشمس والقمر والنجوم، {فِي فَلَكٍ} مستدير {يَسْبَحُونَ (٤٠)} يسيرون، نزلوا منزلة العقلاء، ذكر المؤلف النجوم، والنجوم في الآية غير مذكورة، فالصواب من الشمس والقمر، والمعنى: كل من الشمس والقمر، والليل والنهار يسبح في فلكه، والفلك هو الشيء المستدير، ومنه (فلكة المغزل) للشيء المستدير في أعلاه، والذي تغزل به النساء الصوف، له شيء شبه الطار في أعلاه مستدير هذا فلكة المغزل. فالفلك المستدير تدور فيه الشمس والقمر، والليل والنهار، وقوله: {يَسْبَحُونَ (٤٠)} قال المؤلف: [يسيرون] ولكن المعنى أدق مما قال المؤلف - رحمه الله - لأن السبح هو العوم في الماء، فكأن هذه عائمة في الفلك الواسع، تدور وليست تسير على أرض مسطحة، أو على ماء، بل هي تعوم في هذا الأفق. وقول المؤلف: [يسيرون نزلوا منزلة العقلاء] أى: الشمس والقمر والليل والنهار نزلوا (منزلة العقلاء) وذلك بأن أتي بالواو التي هي للعقلاء، فالواو ضمير جمع لا تأتي إلَّا للعقلاء، وغير العقلاء إذا أردنا أن نضيف إليهم شيئًا على سبيل الجمع نأتي بنون النسوة، والعقلاء نأتي بالواو، أو الميم، فنقول مثلًا: الإبل ركبهن أربابهن، ولا تقول: الإبل ركبهم أربابهم. لأن الميم للعاقل، وتقول: الإبل شربن ولا تقول شربوا، لأن الواو للعاقل، وهنا {يَسْبَحُونَ (٤٠)} أتى بالواو التي للعاقل يقول المؤلف: (إنها نزلت منزلة العقلاء) بإضافة السبح

<<  <   >  >>