للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذهني؛ لأنه لم يسبق لها ذكر، وليست للاستغراق؛ لأن المراد بها الفلك واحد، فتكون (ال) هنا للعهد الذهني، يعني: في الفلك المعهود في أذهانكم، وهو الذي قال الله تعالى لنوح: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} (١) والفلك يطلق على الجمع، ويطلق على المفرد، فمن إطلاقه على المفرد هذه الآية، وعلى الجمع مثل قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} (٢) أي: الفلك، وهذا الضمير ضمير جمع، ولا يعود للمفرد، ولهذا قال بعض الفقهاء -رحمهم الله- (إن الأحدب الذي حدبته كالركوع ينوي الركوع، وهذا كفلك في العربية) لا يدري هل هو جمع، أو مفرد إلا بالنية، فالأحدب المقوس الظهر يركع بالنية ينوي الركوع، لأنه ما زال راكعًا أحدب، {الْمَشْحُونِ} أي: المملوء بأناس من البشر الذي آمنوا مع نوح وما آمن معه إلا قليل، مملوء ببقية الحيوانات؛ لأن الله قال فيه: {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} (٣).

الفوائد:

في الآية الكريمة من الفوائد:

١ - بيان ما في إنقاذ البشرية من الغرق في زمن نوح عليه الصلاة والسلام، فإنه لولا أن الله أبقى هؤلاء لزالت البشرية من الأرض، لكن الله تعالى أبقى نوحًا عليه الصلاة والسلام ومن


(١) سورة المؤمنون، الآية: ٢٧.
(٢) سورة يونس، الآية: ٢٢.
(٣) سورة هود، الآية: ٤٠.

<<  <   >  >>