٢ - ومن فوائدها: أن الإنسان إذا أعرض عن دين الله واستكبر كان عرضة للعذاب إما في الدنيا، أو في الآخرة، أو في الدنيا والآخرة لقوله تعالى:{اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ}.
٣ - ومن فوائدها: أن الإقبال إلى الله عز وجل، واجتناب معصيته سبب للرحمة لقوله:{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
٤ - ومن فوائدها أيضًا: إثبات العلل والأسباب لقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ} فإن لعل هذا للتعليل، ولا أحد ينكر أن للأسباب تأثيرًا إلا من صرف عن مقتضى الفطرة، والناس اختلفوا في الأسباب والعلل على ثلاثة أقوال:
فمنهم من قال: إن الأسباب والعلل مؤثرة بذاتها، وأنه لابد لكل سبب من تأثيره في مسببه، ولابد في كل علة من تأثيرها في معلولها.
ومنهم من قال: إنه لا تأثير للعلل والأسباب، وإنما هي علامات وإمارات فقط، فإذا وجد المسبب أو المعلول لم يقولوا: إن ذلك من أجل السبب أو العلة، ولكن يقولون: إن ذلك حصل عنده لا به. ولا ريب أن هؤلاء يخالفون المنقول والمعقول. ولا أحد يوافقهم على ما ذهبوا إليه.
القول الثالث الوسط يقولون: إن الأسباب والعلل تأثر في معلولاتها ومسبباتها، ولكن بجعل الله ذلك فيها، فهي ليست مؤثرة بنفسها بل بما أودعه الله تعالى فيها من الأمر الموجب للسبب، أو للمعلول. وهذا القول هو المتعين، وهو الصواب؛