للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله به عنه حتى الشوكة يشاكها، لاسيما وأنه يؤذى هنا في ذات الله عز وجل، فيكون هذا منقبة لهم، ويكون هذا الإنسان الذي أوذي في الله قد ناله ما نال أولياء الله من الأنبياء والصديقين والشهداء، وقد أخبر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أنه يبتلى الصالحون الأمثل فالأمثل (١)، فإذا كان فيه قوة في دينه فإنه يؤذى أكثر؛ ليكون أبلغ في الامتحان، وإذا كان دينه أقل، فإن الله قد يرحمه فلا يحصل له من الأذية ما يحصل للآخر، وقد يبتليه الله عز وجل، {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} (٢) نسأل الله السلامة.

٩ - ومن فوائد الآية الكريمة: المبالغة من أعداء الله بما يسمون به أولياء الله لقولهم: {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٤٧)} كأنهم حصروا حالهم من كل وجه في الضلال المبين، كَأنه لا هداية فيهم إطلاقًا (ما أنتم إلا في ضلال) وهذا غاية ما يكون من العدوان من هؤلاء.

١٠ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات مشيئة الله، وهي كثيرة في القرآن، ولكن كل ما ذكر الله تعالى من المشيئة فهي مقرونة أو مقيدة بالحكمة، إذ ليست مشيئة الله مجرد مشيئة بل هي مقرونة بالحكمة.

* * *


(١) أخرجه الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء (٢٣٩٨) وقال: حديث حسن صحيح.
(٢) سورة الحج، الآية: ١١.

<<  <   >  >>