للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد اختلف العلماء -رحمهم الله- في النفخات هل هن ثلاث أو هما اثنتان؟

فمنهم من قال: أنهن ثلاث.

النفخة الأولى: فزع، والنفخة الثانية: صعق وموت، والنفخة الثالثة: بعث.

وفي سورة الزمر قال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨)} (١) فذكر اثنتين، وفي سورة النمل {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (٨٧)} (٢). ثم ذكر يوم القيامة وطوى ذكر الثانية، فيكون هذا الفزع قبل الموت، ثم الموت ثم البعث.

ومنهم من قال: إنهما اثنتان.

والظاهر أنهما اثنتان فقط، لكن الأولى منهما فيها فزع وصعق، والثانية فيها بعث، وهذا ظاهر ما ذهب إليه المؤلف حيث قال: [النفخة الثانية للبعث].

{فِي الصُّورِ} الصور قرن عظيم واسع، ورد في الحديث: أن سعته كما بين السماء والأرض (٣)، ينفخ فيه للبعث فتخرج الأرواح منه، وتأوي كل روح إلى جسدها الذي تعمره في الدنيا لا تخطؤه على كثرة الأرواح الخارجة من هذا الصور، حتى لو قدر


(١) سورة الزمر، الآية: ٦٨.
(٢) سورة النمل، الآية: ٨٧.
(٣) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٣٣٠٢). وعزاه ابن حجر في فتح الباري (٣٦٨١١) إلى أبي يعلى في الكبير.

<<  <   >  >>