للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن عشرات الناس دفنوا في مكان واحد فإن روح كل واحد لا تأوي إلا إلى جسده تقدير العزيز العليم عز وجل.

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٥١)} {فَإِذَا هُمْ} الفاء عاطفة و (إذا) حرف دال على المفاجأة و {هُمْ} مبتدأ وجملة {يَنْسِلُونَ (٥١)} خبره و {مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ} متعلقة بـ {يَنْسِلُونَ (٥١)} {فَإِذَا هُمْ} أي: بمجرد ما يحصل النفخ لا يحصل وقت بين النفخ في الصور والخروج من القبور {مِنَ الْأَجْدَاثِ} أي: من القبور يخرجون إلى الله تعالى مسرعين، وقوله: {فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ} الضمير في {هُمْ} قال المؤلف: [أي المقبورون] وعلمنا أن المراد المقبورين؛ لقوله: {مِنَ الْأَجْدَاثِ}؛ لأن الأجداث هي القبور، وقوله: {فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ} هذا بناء على الأغلب الكثير؛ لأن من الناس من لا يكون في جدث بل يلقى في اليم، أو يلقى في الأرض على ظاهرها، أو تأكله السباع، أو يحترق وتذروه الرياح، لكن الغالب والأكثر أنهم في القبور، وقوله: {إِلَى رَبِّهِمْ} فيها تقديم المعمول لإفادة الحصر، يعني لا ينسلون إلى دنيا، أو إلى قريب، أو إلى صديق، وإنما ينسلون إلى الله عز وجل، والنسلان معناه: السير بسرعة، كما قال تعالى: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦)} (١) أي: يخرجون بسرعة.

الفوائد:

من فوائد الآيتين الكريمتين:


(١) سورة الأنبياء، الآية: ٩٦.

<<  <   >  >>