للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تُكَذِّبُونَ (٢١)} (١) فظاهر هذه الآية أن القائل هم هؤلاء وأن بعضهم يقول لبعض: هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون. فآية الصافات أظهر من هذه الآية من سورة يس، ولو قال قائل: هل يمكن أن يكون القول صادرًا منهم وإليهم؟ فالجواب: أن هذا ليس ببعيد، وإن كان الإنسان لا يكاد يجزم به. {هَذَا} المشار إليه البعث {مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ} ما اسم موصول والصلة قوله: {وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢)} وقدر المؤلف العائد بقوله: [به] والمعروف أن العائد المجرور لا يحذف إلا إذا كان عامل الموصول موافقًا لعامل المحذوف لفظًا ومعنى، هذا هو المعروف عند النحويين، ولكن الراجح أنه يجوز حذف العائد، سواء كان عامله من جنس عامل الموصول، أو من غير جنسه، وأن القاعدة التي ذكرها ابن مالك بقوله: (وحذف ما يعلم جائز) عامة لكل شيء ليست خاصة بالمبتدأ والخبر بل لكل شيء، وقوله: {مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ} {الرَّحْمَنُ} اسم من أسماء الله عز وجل المختصة به، التي لا تطلق على غيره فلا يسمى أحد {الرَّحْمَنُ} أما رحيم فيوصف به الخلق، قال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٢٨)} (٢) لكن رحمن لا يجوز أن يوصف بها أحد، والفرق بين الرحمن والرحيم: أن الرحيم باعتبار الفعل، والرحمن باعتبار الوصف، فإذا قال "الرحمن"


(١) سورة الصافات، الآيتان: ٢٠، ٢١.
(٢) سورة التوبة، الآية: ١٢٨.

<<  <   >  >>