للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهل الأفضل أن نقتصر على قراءة واحدة، أو أنه نقرأ تارة بهذه وتارة بهذه؟

الصحيح أن الأفضل أن نقرأ بهذه تارة وبهذه تارة، لأن الكل ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن إذا بقينا على قراءة واحدة هجرنا بقية القراءات على أنها شرعية ثابتة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فالأولى أن نقرأ مرة بهذه ومرة بهذه إلا أمام العامة فلا تفعل ذلك، لأنك إذًا قرأت بقراءة مخالفة لما بين أيديهم من المصاحف فسوف يكون في ذلك فتنة، ويكون في ذلك زعزعة للثقة في كتاب الله عز وجل، لكن إذا كنت تقرأ لنفسك، أو تقرأ بين طلبة العلم فالأفضل أن تقرأ بهذا أحيانًا وبهذا أحيانًا، قال المؤلف رحمه الله: [في "شغل" بسكون الغين، وضمها، عما فيه أهل النار مما يتلذذون به، إذا هم منشغلون عما فيه أهل النار، ولو أن المؤلف جعلها مطلقة على إطلاقها لكان أولى، فهم في شغل عن كل شيء بما يتلذذون به، يعني كأنهم لا يفكرون في أي شيء آخر، لأن هذا الذي هم فيه من النعيم قد شغلهم، وانشغلوا به عن غيرهم هذا كقوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (١٠٨)} (١) أي: لا يبغون تحولًا أو نزولًا عما هم فيه، بل ولا صعودًا حتى النازل منهم يرى أنه أكمل الناس نعيمًا، فالأولى أن نطلق ونقول: {فِي شُغُلٍ} أي: أنهم مشتغلون بما هم فيه من النعيم عن كل شيء، لا ينتظر أحدهم نعيمًا أرقى مما هو فيه بحيث يرى أن نعيمه ناقص ولا يلتفت إلى شيء أبدًا {فِي شُغُلٍ} قال المؤلف: [كافتضاض


(١) سورة الكهف، الآية: ١٠٨.

<<  <   >  >>