للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأبكار] والكاف للتشبيه، وليس للحصر، أي: من جملة ما ينشغلون به التلذذ بافتضاض الأبكار، من نساء الدنيا وكذلك الحور العين، وإنما مثل المؤلف بذلك لقوله تعالى: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ} قال [كافتضاض الأبكار لا شغل يتعبون فيه، لأن الجنة لا نصب فيها]، أي لا تعب، فهذا الشغل ليس شغلًا يتعبون فيه، ولكنه شغل يستريحون فيه، لأنه شغل فيما يسر وفيما يحصل به التنعم، قال: {فَاكِهُونَ (٥٥)}: قال المؤلف: [ناعمون خبر ثان، لـ (إن) والأول {فِي شُغُلٍ}] أي قوله: {فَاكِهُونَ (٥٥)} خبر ثان لـ (إن) والأول {فِي شُغُلٍ} الجار والمجرور، فتكون (إن) لها خبران، والخبر يجوز أن يتعدد، قال تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (١٦)} (١) فهذه خمسة أخبار، فالخبر يجوز أن يتعدد، لكن تعدد الخبر قد يكون لكل كلمة منه معنى مستقل، وقد تكون الكلمتان في معنى كلمة واحدة، فمثلًا إذا قلت هذا البرتقال حلو حامض، فهاتان كلمتان، لكنهما بمعنى كلمة واحدة: (مُز) أي: جامع بين الحلاوة والحموضة، لكن لو قلت: فلان قائم مسرور، فالخبران كل واحد منهما بمعنى مستقل، بدليل أن أحدهما ينفرد عن الآخر بمعنى مستقل، والخلاصة: أننا فهمنا من كلام المؤلف أن الخبر يجوز أن يتعدد سواء كان منسوخًا كما في الآية، أم غير منسوخ.

الفوائد:

١ - من فوائد الآية الكريمة: أن الناس ينقسمون في ذلك


(١) سورة البروج، الآيات: ١٤ - ١٦.

<<  <   >  >>