للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للتقرير مثل: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١)} (١) فهذا للتقرير {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ} للتقرير {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} (٢) للتقرير {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} (٣) للتقرير {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} (٤) للتقرير، وهكذا كلما جاء ما يدل على النفي بعد أداة الاستفهام فإن الاستفهام يكون فيه غالبًا للتقرير، هنا يقرر الله عز وجل أنه عهد إليهم، ولهذا يصح أن تحول -في غير القرآن- إلى فعل ماض، فيقال: قد عهدت إليكم.

فإذا قال قائل: ما المراد بهذا التقرير؟

فالجواب: المراد به التوبيخ، يعني يقرر الله هذا الأمر توبيخًا لهم، وإقامة للحجة عليهم، إن الله عهد إليهم أن لا يعبدوا الشيطان، والعهد إلى الشيء فسره المؤلف أنه الأمر، فقال: [آمركم] ولكنه في الحقيقة أبلغ من الأمر، لأن العهد إليه كأنه متضمن للعهد والميثاق، وهو كذلك فإن الله أخذ علينا الميثاق أن لا نعبد إلا إياه، وأن لا نعبد الشيطان؛ لأنه عدو، وقوله: {يَابَنِي آدَمَ} تشمل الذكر والأنثى، وإن كان الابن يقال في الأصل للذكر، والبنون تقال في الأصل للذكور، لكن إذا كان يراد به القبيلة، أو الجنس فإنه يشمل الذكر والأنثى، حتى إن الفقهاء -رحمهم الله- قالوا: إذا وقف على بني تميم، شمل ذكورهم


(١) سورة الشرح، الآية: ١.
(٢) سورة الزمر، الآية: ٧١.
(٣) سورة الزمر، الآية: ٣٦.
(٤) سورة التين، الآية: ٨.

<<  <   >  >>