للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإناثهم، لكن إذا وقف على بني فلان. أي: واحد من الناس ليس قبيلة، فإنه يختص بالذكور فقط، فبنوا آدم هنا قبيلة بل شامل لكل القبائل فيشمل الذكور والإناث، وقوله: {أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} فسر المؤلف العبادة هنا بالطاعة؛ لأن طاعة الغير في محارم الله تعالى نوع من العبادة، كما قال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا} (١) قال عدي بن حاتم -رضي الله عنه-: يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم -يعني لسنا نصلي، أو نركع، أو نسجد لهم-، قال: "أوليس يحلون ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ " قال نعم، قال: "فتلك عبادتهم" (٢). وهذا الحديث وإن كان ضعيفًا ولكن الواقع أن طاعة غير الله في مخالفة أمر الله نوع من العبادة؛ لأن العبادة في الأصل هي التذلل والخضوع، وطاعة الأمر تذلل وخضوع، وقوله: {الشَّيْطَانَ} هل المراد بذلك الجنس، أو المراد الشيطان المعين؟ الظاهر أن المراد به الجنس، فيشمل شياطين الإنس، وشياطين الجن، فكما أن للجن شياطين فللإنس شياطين، يوجد من الإنس شياطين يأمرون الناس بالإثم والعدوان وينهونهم عن البر والإحسان، وقوله: {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠)} {إِنَّهُ} أي: الشيطان {لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠)} فكل أحد يأمرك بمخالفة أمر الله سبحانه وتعالى فإنه عدو لك شعر بذلك أم لم يشعر، وعلى


(١) سورة التوبة، الآية: ٣١.
(٢) أخرجه الترمذي، تفسير القرآن، باب ومن سورة التوبة (٣٠٩٥).

<<  <   >  >>