للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأسهم الشيطان الأول الذي يقود كل شيطان {عَدُوٌّ} العدو ضد الولي، والولي من يتولاك ويحوطك ويعتني بك، فالعدو ضده وهو الذي لا يريد لك الخير، وإنما يريد لك الشر، وقوله: {مُبِينٌ} قال المؤلف: [بين العداوة] وفسر {مُبِينٌ} ببين، لأنها من (أبان) و (أبان) تأتي بمعنى أظهر، وتأتي بمعنى ظهر، فإن كانت بمعنى أظهر فهي متعدية، وإن كانت بمعنى ظهر فهي لازمة، ولا يمكن أن نقول: إنها من المتعدي، أو اللازم، إلا بقرينة من السياق، فهنا نقول: {مُبِينٌ} إذا فسرناها بما فسرها المؤلف [بين العداوة] صارت من اللازم، مع أنه يمكن أن نجعلها من المتعدي، ونقول {مُبِينٌ} مظهر للعداوة؛ لأنه يأمرك بالشر، لكن هذا ضعيف، إذ لو أبان عداوته ما تبعه أحد، وإنما يغر الناس كما قال تعالى: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} (١) إذن فجعل {مُبِينٍ} هنا من باب اللازم من أبان بمعنى ظهر {وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١} {لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} {وَأَنِ اعْبُدُونِي} هذا نفي وإثبات، وهو حقيقة التوحيد {وَأَنِ اعْبُدُونِي} (أن) هنا مصدرية، ويصح أن تكون مفسرة، لأن أعهد متضمنة معنى القول، وإذا سبق (أن) ما يتضمن معنى القول دون حروفه صارت تفسيرية، مثل قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} (٢) قوله: {وَأَنِ اعْبُدُونِي} أن الله عهد إلينا أن نعبده وحده، أي: تذللوا لي بالطاعة، والمؤلف قال: [وحدوني وأطيعوني] وهذا المعنى


(١) سورة الأعراف، الآية: ٢٢.
(٢) سورة المؤمنون، الآية: ٢٧.

<<  <   >  >>