للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[جبلًا: خلقًا جمع جبيل كقديم، وفي قراءة جُبُلًا بضم الباء] والقراءة هذه سبعية؛ لأن اصطلاح المؤلف: أنه إذا قال: وفي قراءة، أو قال: مثلًا بضم الباء، فهي سبعية. وإذا قال: وقرئ فهي شاذة، إذًا فيها قراءتان سبعيتان: جُبْلًّا، وجُبُلًّا، وفيها قراءة ثالثة ما ذكرها المؤلف (جِبِلًّا) وفيها قراءة رابعة (جِبِلًا) بدون تشديد اللام، ولكن المؤلف -رحمه الله- ليس تفسيره جمعًا للقراءات، إنما يذكر ما رأى أن المصلحة تقتضي ذكره، ولكن لا شك أنه لو ذكرها لكان أحسن؛ لأنه أحيانًا يذكر قراءات متعددة في صفة الحرف كما ذكر القراءات المتعددة التي تبلغ إلى ست قراءات في مثل {أَأَنْذَرْتَهُمْ} من التسهيل، والتحقيق، والحذف وما أشبه ذلك، ولكن الإنسان بشر، أحيانًا يغفل ويهمل ما ينبغي أن يذكر، أو يذكر ما لا يحتاج أن يذكر، {جِبِلًّا} أي: خلقًا كثيرًا، ولا يعني ذلك أن الأكثر لم يضل من قبل الشيطان، بل هو أضل أكثر الخلق. لأنه ثبت في الحديث الصحيح أن الله يوم القيامة يقول: "يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك. فيقول: أخرج من ذريتك بعثًا إلى النار، فيقول: يا ربي وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين"، هؤلاء كلهم في النار من بني آدم وواحد في الجنة، فشق ذلك على الصحابة وعظم ذلك وقالوا: أينا ذلك الواحد يا رسول الله؟ قال: "أبشروا فإنكم في أمتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه: يأجوج ومأجوج" (١) وهو كذلك فإن من شاهد الخلق الآن ونحن في جزء يسير من العصور وجد أن


(١) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} (٤٧٤١).

<<  <   >  >>