للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كسبه هو العمل الذي يترتب عليه الثواب أو العقاب، ولهذا قال الله تعالى في سورة البقرة: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (١) ولم يقل: (لها ما عملت، وعليها ما عملت) فالكسب أخص من العمل؛ لأنه لا يلزم من كل عمل أن يكون كسبًا، فقد يكون وقع عن سهو، أو جهل فلا يؤاخذ به الإنسان، وقد يكون عن غير قصد فلا يؤاخذ به الإنسان، لكن مع ذلك أحيانًا يطلق العمل ويراد به العمل الذي هو كسب مثل قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} (٢) يقول المؤلف: [{بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} فكل عضو ينطق بما صدر منه] فاليد تنطق بما بطشت، والرجل بما مشت، والعين بما رأت، والأذن بما سمعت، والجلد بما مس، كما تقدم.

الفوائد:

١ - من فوائد الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى يختم على أفواه المكذبين يوم القيامة فلا يتكلمون، وقد سبق لنا الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى عنهم: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣)} (٣) وهو أن للقيامة أحوالًا: حال يكذبون، وحال يقرون، لكن بعد أن تشهد عليهم أيديهم وألسنتهم وأرجلهم.

٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: بيان قدرة الله سبحانه وتعالى


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٨٦.
(٢) سورة فصلت، الآية: ٤٦.
(٣) سورة الأنعام، الآية: ٢٣.

<<  <   >  >>