للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي قراءة بالتاء] أي: (أفلا تعقلون)، وهي سبعية كما تقدم من اصطلاح المؤلف. هكذا قال المؤلف رحمه الله: إن المراد الاستدلال بتغيير حال الإنسان إلى هذه الحالة الدانية على أن الله تعالى قادر على أن يبعثهم، وهذا الذي قاله ممكن، لكن أحسن منه أن يقال: إن معنى قوله: {أَفَلَا يَعْقِلُونَ (٦٨)} أفلا يكون لكم عقل فتبادروا أعماركم قبل أن تصلوا إلى هذه الحال؟ تبادروها بالإيمان والعمل الصالح ما استطعتم، حتى إذا وصلتم إلى هذه الحالة، وإذا أنتم على أتم استعداد لها، وغالبًا أن الإنسان الذي يمضي وقته بطاعة الله سبحانه وتعالى إذا هرم تجده لا يهتم إلا بالطاعات، كثير من المسلمين إذا هرموا تجده يقول: أين الماء؟ أريد أن أتوضأ، أو تجده يصلي دائمًا، أو تجده يقرأ القرآن دائمًا، أو يذكر الله تعالى دائمًا، وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى أن الإنسان يهرم على الحال التي يكون عليها، وعكس ذلك سيكون بالعكس من كان في حال قوته وشبابه على غير هذا العمل الصالح سوف يكون هذيانه إذا كبر بهذا العمل السيء، نسأل الله العافية والسلامة.

الفوائد:

١ - من فوائد الآية الكريمة: بيان حال الإنسان وأنه ينتقل من طور إلى طور، وقد بين الله عز وجل ذلك في قوله: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (٥٤)} (١). لكن هذه


(١) سورة الروم، الآية: ٥٤.

<<  <   >  >>