للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-رضي الله عنه- هل عهد إليكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء - لأنه كان يروج في ذلك الوقت - من وقت علي والشيعة يروجون بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد بالخلافة لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فسئل هل عهد إليكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء؟ يعني من الخلافة، أو من العلوم التي كتمها عن الناس؟ فقال: لا والذي برأ النسمة، وفلق الحبة إلا فهما يؤتيه الله تعالى من شاء في كتابه، وما في هذه الصحيفة، والذي في هذه الصحيفة العقل، وفكاك الأسير، وألا يقتل مسلم بكافر (١). الشاهد قوله: "إلا فهمًا يؤتيه الله تعالى من شاء من كتابه" وهذا الفهم يختلف فيه الناس اختلافًا كثيرًا جدًّا جدًّا، ترى بعض العلماء يتكلم عن آية يستخرج منها فوائد محدودة معدودة، وترى آخر يتكلم عليها ويستخرج منها أضعافًا مضاعفة بالنسبة لما استخرجه الأول، وكل هذا بحسب استعداد الإنسان وفهمه وبصيرته، وكلما ازداد الإنسان إيمانًا وتقوى ازداد هدى بالقرآن {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (١٧)} (٢).

الفوائد:

١ - من فوائد الآية الكريمة: في هذه الآية رد وتكذيب للمشركين الذين قالوا: إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - شاعر، حيث قال تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ}.

٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا يصلح ولا يليق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكون شاعرًا؛ لأن مقام النبوة أسمى وأعلى من أن ينحط


(١) أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب كتاب العلم (١١١).
(٢) سورة محمد، الآية: ١٧.

<<  <   >  >>