للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشجرة ويعبدونها، وهم إذا احتاجوا إلى الحطب قطعوها وأوقدوا بها، فكيف وهي لا تنصر نفسها تنصر غيرها؟ وهذا شيء مستحيل أن تنصرهم، ولهذا إذا كان يوم القيامة فإنهم كلهم يحصبون في النار كما قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨)} (١) لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها، فهي لا يمكن أن تنصرهم، وهذا كقوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (٥) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (٦)} (٢) فهم في الدنيا غافلون عنهم، لأنها جمادات، وفي الآخرة يكونون لهم أعداء ويكفرون بعبادتهم.

فإذا قال قائل: إنه يوجد من يدعو الصنم بحصول مطلوب، أو دفع مكروه، ثم يحصل له المطلوب، أو يندفع عنه المكروه فما الجواب؟

قلنا: الجواب: أن هذا فتنة من الله عز وجل يفتن من شاء من عباده، والذي حصل لم يحصل بدعاء الصنم وإنما حصل عند دعاء الصنم، أي حصل عنده لا به، فالله عز وجل جعل هذا يحصل عند دعاء هذا الصنم ابتلاء وامتحانًا، والله عز وجل بحكمته قد ييسر أسباب المعصية ليبلو الإسنان هل يكون امتناعه عن المعصية خشية لله عز وجل، أو لعدم القدرة عليها، ألم تر إلى


(١) سورة الأنبياء، الآية: ٩٨.
(٢) سورة الأحقاف، الآيتان: ٥، ٦.

<<  <   >  >>