للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} (١) فابتلى الله الصحابة وهم محرمون بالصيد ينالونه بأيديهم فيما يعدو، وبرماحهم فيما يطير، ليعلم الله من يخافه بالغيب فلا يأخذ من هذا الصيد، فلم يأخذوا رضي الله عنهم من هذا الصيد وتركوه خشية لله لا عجزًا عن الوصول إليه، كما ابتلى الله تعالى بني إسرائيل الذين حرم عليهم الصيد يوم السبت بأن تأتي الحيتان يوم السبت شرعًا طافية على وجه الماء، وفي غير يوم السبت لا تأتيهم، وهذا امتحان من الله عز وجل، لكنهم لم يصبروا على هذه المحنة، بل ذهبوا يعاملون الله عز وجل معاملة الغر الجاهل يخادعون الله فأتوا بحيلة ومكر ونصبوا الشباك يوم الجمعة، فإذا جاءت الحيتان يوم السبت دخلت في الشباك، فإذا كان يوم الأحد أخذوها، فاحتالوا فقلبهم الله تعالى قردة {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (٦٥)} (٢) فهؤلاء الذين يدعون الأصنام لجلب نفع أو دفع ضرر يمتحنون ويختبرون فيدفع عنهم الضرر ويحصل لهم النفع، لكن عند هذا الدعاء وليس بهذا الدعاء، نجزم بذلك يقينًا؛ لأن هذه الأصنام لا تأتي بخير، ولهذا قال الله تعالى: {لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ}.

قال المؤلف: [{لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ} أي: آلهتهم. نزلوا منزلة العقلاء {وَهُمْ} أي: آلهتهم من الأصنام {لَهُمْ جُنْدٌ}


(١) سورة المائدة، الآية: ٩٤.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٦٥.

<<  <   >  >>