للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الأول: أنهم هم ينصرون هذه الأصنام وينتصرون لها ويدافعون عنها.

الوجه الثاني: أنهم انتصروا لشيء لا ينفعهم، والغالب أن الإنسان العاقل إنما ينتصر لمن ينفعه، وينتصر له، وأما من لا ينتصر له ولا ينفعه بشيء لايمكن أن ينتصر له.

فالمعنى الذي ذكرناه هو المتعين في الآية وهو المناسب، وهو الذي ينادي عليهم بالسفة والضلال.

الفوائد:

١ - من فوائد الآية الكريمة: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً}: صحة إطلاق الإله على غير الله عز وجل؛ لقوله: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً} ولكن هل هذه الآلهة حق؟

الجواب: لا، هي آلهة باطلة لقول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} (١) فهي وإن سموها آلهة وعبدوها كما يعبدون الرب عز وجل فإنها لن تكون آلهة، {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} (٢).

٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن هؤلاء الذين اتخذوا هذه الآلهة توهموا فيها أنها تنصرهم، ولكن أبطل الله هذا الوهم بقوله: {لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ}.

٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإنسان المبطل لابد أن


(١) سورة الحج، الآية: ٦٢.
(٢) سورة النجم، الآية: ٢٣.

<<  <   >  >>