للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتعلق بشيء يبرر به باطله، وهو هنا رجاء النصر {لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (٧٤)}، وكل إنسان مبطل لابد أن يعلل ما ذهب إليه من الباطل كما مر كثيرًا في أقوال أهل البدع.

٤ - ومن فوائد قوله تعالى: {لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥)} أن هذه الآلهة لا يمكن أن تنصر عابديها لقوله: {لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ}.

فإن قلت: أليسوا يستغيثون بالآلهة فيغاثون أحيانًا؟

فالجواب: نعم، يمكن، وهو امتحان وفتنة، ولكن هذا الغوث حصل عندها لا بها، وفرق بين أن يكون الشيء حصل بالشيء، أو حصل عنده، والسبب غير، فسبب هذا الغوث الفتنة، وليس دعوة هذه الأصنام لقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (٥)} (١).

٥ - من فوائد الآية الكريمة: أن هؤلاء العابدين جند محضرون لأصنامهم، يدافعون عن الأصنام وينتصرون لها، لقوله: {وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥)} وفي هذا من المناداة بسفههم ما هو ظاهر، حيث يستنصرون بمن لا يستطيعون نصرهم، وهم ينصرونها، وهذا من السفه كيف تنصر شيئًا لا يستطيع نصرك ولا تستفيد منه، ولهذا يعتبر قوله: {وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥)} كالدليل على سفه هؤلاء. أي: أنهم ينتصرون لهذه الآلهة وينصرونها مع أنها لا تنصرهم، وهذا الذي قررته بناء على ما


(١) سورة الأحقاف، الآية: ٥.

<<  <   >  >>