للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رميم؛ لأن كونه يخلق الضد من الضد، أبلغ في القدرة من كونه يخلق الشيء من لا ضد، وهذا أمر ظاهر.

إذًا هذا الدليل الثالث على إمكان إحياء العظام وهي رميم.

وقوله: {فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠)} "الفاء" هنا عاطفة و"إذا" فجائية يعني: أنه بمجرد ما أن تضرب عودًا بعود من هذا الشجر تقدح النار، فتوقد منه، فلا يحتاج إلى كبير عناء، بل إن الإيقاد أمر سهل، مفاجأ للعملية، والمفاجأة استفدناها من كلمة {فَإِذَا} وفي قولنا {أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠)} دليل على استمرارية هذا العمل؛ لأن الجملة الإسمية تفيد الثبوت والاستمرار، وهذا أمر لا أحد ينكره، فلا أحد ينكر أنه يتولد من الشجر الأخضر نارًا يوقد الناس منها.

{فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠)} قال المؤلف رحمه الله: [تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث، فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب، فلا الماء يطفئ النار، ولا النار تحرق الخشب].

الفوائد:

١ - من فوائد الآية الكريمة: بيان قدرة الله عز وجل حيث يتولد من هذا الشيء الرطب البارد، شيء حار يابس. فتولد الشيء من ضده دليل على كمال القدرة؛ لأن العادة أن الضدين متنافران، لا يلتقيان أبدًا، وهنا صار أحدهما يتولد من الآخر.

٢ - ومن فوائدها أيضًا: الاستدلال بالأشد على الأخف؛ لأن التنافر بين الرطب واليابس، والحار والبارد، أعظم من أن

<<  <   >  >>