للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأرض على قدرته على إحياء العظام وهي رميم.

٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: بيان قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته حيث خلق هذه السماوات والأرض، بما فيهما من المصالح والمنافع، والأجرام الثابتة وغير الثابتة، وهذا دليل على كمال قدرته سبحانه وتعالى. وقد خلق الله تعالى السماوات والأرض في ستة أيام، ومع عظمتها وسعتها وكبرها قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨)} (١) أي: من تعب وإعياء.

٣ - ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الرد على الفلاسفة الذين يقولون: بقدم الأفلاك وجه ذلك: أنه قال: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} أي: أوجدها من العدم، ومعلوم أن الموجد ليس بقديم، والقديم عندهم هو الأزلي الذي لا بداية له، فالسماوات والأرض كانت معدومة، ثم أوجدت بقدرة الله سبحانه وتعالى، وأما من قال: بقدم الأفلاك، وأنه لم تزل ولا تزال هذه الطبيعة، فإنه ظالم لا يعلم عن هذا شيئًا؛ لأنه بنى الأمر على غير دليل عقلي ولا نقلي، بل إن الدليل العقلي والنقلي يدل على إمكان حدوث هذه الأفلاك، وأنها حادثة.

٤ - ومن فوائد الآية الكريمة: جواز إجابة السائل نفسه في الأمر المحقق المتقرر لقوله: {بَلَى}.

إذ قد يقول قائل: إن إجابة المتكلم نفسه لا معنى لها؛ لأن أجابته دعوى، أو تقرير لدعوى ادعاها.


(١) سورة ق، الآية: ٣٨.

<<  <   >  >>