للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما إذا قلت: (نجار) على أنها نسبة، أي: صاحب صنعة، فهو أبلغ في الوصف، والنجار، أي: ذو الصنعة المتقن لها سواء نجر كثيرًا أو قليلًا فهو نجار متقن. فهنا يمكن أن نقول: {وَهُوَ الْخَلَّاقُ} نحملها على النسبة المفيدة لوصف الله عز وجل بهذه الصفة العظيمة، أي: ذو الخلق المتقن على أكمل وجه، ومع هذا فإن الله سبحانه وتعالى اجتمع في حقه الوصف والفعل يعني كثرة الخلق، فلا شك أن خلق الله عز وجل لا يحصى أجناسًا، فضلًا عن الأنواع، فضلًا عن الأفراد، من ذا الذي يحصي أجناس الخلق؟ من ذا الذي يحصي أنواع هذه الأجناس؟ ومن الذي يحصي أفراد هذه الأنواع؟ لا يستطيع أحد أن يحصي ذلك.

إذن فقد اجتمع في حق الله سبحانه وتعالى الأمران: النسبة الوصفية كمال الوصف، والثاني: الكثرة التي تفيدها صيغة المبالغة، فإذا كان الله سبحانه وتعالى خلاقًا، أي: من وصفه الخلق اللازم له، وكذلك كثير الخلق، هل يعجز عن أن يحيي العظام وهي رميم؟ لا.

{الْعَلِيمُ (٨١)} العلم دليل على القدرة على الإعادة؛ لأننا قلنا: إن عدم الإعادة إما أن يكون للعجز، وإما أن يكون للجهل، فكلما وصف الله نفسه بالعليم فإن ذلك يعني أنه قادر؛ لأنه لا يجهل كيف يخلق، وكيف ينشأ.

الفوائد:

١ - من فوائد هذه الآية الكريمة: الاستدلال بالأشد على الأخف؛ لأن الله تعالى استدل بقدرته على خلق السموات

<<  <   >  >>