للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالجهل، وانتهاء؛ لأنه ملحوق بالنسيان، وشمولًا {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥)} (١) لكن علم الله عز وجل كامل من هذه الوجوه كلها ابتداء، وانتهاء، وشمولًا، فهو سبحانه وتعالى عالم بعلمه الذي هو موصوف به أزلًا وأبدًا، وهو لا ينسى كما قال موسى عليه الصلاة والسلام، {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (٥٢)} (٢) وعلمه شامل لكل شيء، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (٥)} (٣) {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (١٢)} (٤).

فالله تعالى منزه عن النقص في صفاته الثابتة له، ومنزه عن مماثلة المخلوقين، وقلنا: مماثلة، ولم نقل مشابهة والفرق واضح:

أولًا: أن المماثلة هي التي جاء نفيها في القرآن {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (٥) ولم يقل: "ليس كشبهه شيء" وقال: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} (٦).

ثانيًا: أنه ما من شيئين موجودين إلا وبينهما نوع من التشابه، ولولا ذلك ما فهمنا من صفات الله شيئًا.

فمثلًا: الوجود للمخلوق وللخالق، بينهما تشابه من حيث


(١) سورة الإسراء، الآية: ٨٥.
(٢) سورة طه، الآية: ٥٢.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ٥.
(٤) سورة الطلاق، الآية: ١٢.
(٥) سورة الشورى، الآية: ١١.
(٦) سورة النحل، الآية: ٧٤.

<<  <   >  >>