للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصل المعنى، وإن كان هذا يختلف.

العلم: علم الخالق وعلم المخلوق، بينهما تشابه من حيث أصل المعنى لكنهما يختلفان.

فإذا نفيت المشابهة مطلقًا فهذا نفي للوجود في الواقع.

ثالثًا: أن المشابهة صار نفيها عند كثير من الناس نفيًا للصفات؛ لأن كثيرًا من أهل التعطيل يصفون من يثبت الصفات بالمشبهة، فإذا قلت: من غير تشبيه يعني من غير إثبات؛ لأن كل مثبت عندهم مشبه.

فلهذا كان التعبير بنفي التمثيل أولى من التعبير بنفي التشبه من ثلاثة أوجه.

فتنزيه الله عن منقص دليل على قدرته على إحياء العظام وهي رميم؛ لأن عجزه عن إحياء العظام وهي رميم نقص ينافي التنزيه، فإذا ثبت أن الله عز وجل منزه عن كل نقص، لزم من ذلك تنزيهه عن العجز عن إعادة هذه العظام.

{بِيَدِهِ} أي: بتصرفه مع إثبات اليد، فنحن نقول في قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (١) وما أشبهها ليس المعنى أن الملك في يد الله عز وجل، لكن في تصرفه مع ثبوت اليد، كما قلنا في قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} (٢) بمرأى منا، مع ثبوت العين؛ لأن السفينة ليست في وسط عين الله عز وجل حاشا وكلا، فالمنكر أن تقول: بيده أي أمره بدون أن تثبت اليد، أما إذا قلت


(١) سورة الملك، الآية: ١.
(٢) سورة القمر، الآية: ١٤.

<<  <   >  >>