{مَلَكُوتُ} كما قال المؤلف في أصل {مَلَكُوتُ}[ملك لكن زيدت الواو والتاء للمبالغة] أي: زيدت للمبالغة في ملك الله لكل شيء، لأن ملك الله لكل شيء ملك تام لم يسبق بعدم، ولا يلحق بزوال، بينما ملك غيره ملك ناقص بالأصل لم يملك هذا الشيء ثم ملكه بعد، ومع ملكه إياه فإن هذا الملك قابل للزوال، ثم إن ملكه إياه ليس ملكًا مطلقًا يفعل فيه ما يشاء بل هو ملك مقيد، أما ملك الله فهو تام. ولهذا جاءت الواو والتاء للمبالغة {مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} أي ملك كل شيء.
وقوله:{بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} دليل على قدرته على إحياء العظام وهي رميم؛ لأن الذي يملك كل شيء ملكًا مطلقًا -مبالغًا فيه بالواو والتاء- قادر على أن يحول هذا المملوك إلى ما شاء، ولهذا فسر المؤلف -رحمه الله- الملكية هنا بالقدرة، فقال:[أي: القدرة على كل شيء]، ولكن هذا الكلام فيه نظر، بل نقول: مالك لكل شيء، وإذا ملكه ملكًا مطلقًا فهو قادر على أن يتصرف فيه كما شاء.
{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٣)} قال المؤلف: [تردون في الآخرة] أي: إليه لا إلى غيره ليجازيكم، ووجه الدلالة من هذه الجملة على القدرة على إحياء العظام وهي رميم أنه لا رجوع إلى الله في الآخرة إلا بعد إحياء هذه العظام الرميم، ولو قلنا: بعدم القدرة لانتفى الرجوع إلى الله عز وجل، وإذا انتفى الرجوع إلى الله تعالى صار وجود الدنيا كلها عبثًا ولعبًا، وهذا لا شك أنه منافٍ لكمال الله عز