للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجل، فمجرد رجوعنا إلى الله تعالى يلزم منه القدرة على الإحياء. ولا يمكن أن نقول بعدم الرجوع؛ لأنا إذا قلنا بعدم الرجوع لكان إيجاد الخلق عبثًا، وهذا ممتنع غاية الامتناع.

فهذه عشرة أدلة في هذه الآيات على قدرة الله عز وجل على إحياء العظام وهي رميم، والله على كل شيء قدير، ولو لم يكن عندنا إلا هذه الجملة العامة {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧)} (١) لكان كافيًا في بيان قدرته سبحانه وتعالى على إحياء العظام وهي رميم.

الفوائد:

١ - من فوائد الآية الكريمة: تنزيه الله سبحانه وتعالى عن منقص وعيب، ويؤخذ من قوله: {فَسُبْحَانَ} ومر علينا في التفسير أن الذي ينزه الله عنه أمران:

الأول: النقص في صفاته.

الثاني: مماثلة المخلوقين.

فعلمه عز وجل لا يناله نقص، لا من حيثما الشمول، ولا من حيث السبق، ولا من حيث اللحوق، ولا يماثل علم المخلوقين، وهكذا بقية الصفات.

٢ - ومن فوائدها: أن ملكوت السماوات والأرض وكل شيء فهو بيد الله عز وجل؛ لقوله: {الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} فهو مالك لكل شيء، ولا أحد يشركه في ملكه، كما قال عز وجل: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ


(١) سورة المائدة، الآية: ١٧.

<<  <   >  >>