للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: لما فيه من التذكير والموعظة: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧)} (١).

ثانيًا: لما فيه من ذكر الأخبار الماضية، وقصص الأنبياء الغابرة المفيدة للقلب، كما قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (٢).

ثالثًا: لما فيه من ذكر أحوال الناس في الجزاء يوم القيامة، وأنهم ينقسمون إلى: فريق في الجنة، وفريق في السعير.

رابعًا: لما فيه من ذكر العرب ورفع شأنهم، كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (٤٤)} (٣) فإن القرآن لا شك رفع من شأن العرب، وجعلهم هم الأمة الذين ترجع إليهم الأمم، فإن الأمم كلها لم تهتد إلا عن طريق العرب، ففي هذا رفع لشأنهم وعز لمكانتهم، فالقرآن جاء بلغتهم، ووصل إلى الناس عن طريقهم.

خامسًا: ذكر شريعة الله وأحكامه من الأوامر والنواهي، لأن هذا هو عديل أخبار الأمم السابقة، وأخبار الناس في المستقبل. فلهذا سمي القرآن ذكرًا.

قال الله عز وجل: {وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} "خشي": يقول المؤلف: [خافه ولم يره]، وعليه فهذا من باب الحد اللفظي؛ لأنه فسر بمرادفه، فتفسير الشيء بمرادفه يسمى حدًّا لفظيًّا، فإذا


(١) سورة القمر، الآية: ١٧.
(٢) سورة يوسف، الآية: ١١١.
(٣) سورة الزخرف، الآية: ٤٤.

<<  <   >  >>