للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعنى، فكلمة (مبين) إذا صلحت أن تكون من الرباعي الذي بمعنى أظهر، فهو أولى من تفسيرها بالثلاثي الذي بمعنى ظهر، لأن المظهر جامع بين الظهور بنفسه والإظهار لغيره، فيكون معناه أشمل. وقول المؤلف عن الإمام المبين: [هو اللوح المحفوظ] وهذا صحيح يعني محتمل، فإن اللوح المحفوظ كتبت فيه أعمال العباد، ولكن هنا (مبين) هل الأنسب أن تكون كما فسرها المؤلف بين، أو مبين بمعنى مظهر؟ هل المعنى أنه كتاب بين، أو كتاب مبين يظهر الحقائق؟ الظاهر أن المعنى الأخير أولى؛ لأن هذا الكتاب مبين للأمور موضح لها، وكما قلنا: ما كان مبين فهو بين فهي صالحة لما يقول المؤلف: [هو اللوح المحفوظ] لأنه يقول: {أَحْصَيْنَاهُ} أي أنه قد انتهى، ويجوز أن تكون صحائف الأعمال لقوله تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (١٤)} (١).

الفوائد:

١ - من فوائد الآية الكريمة: بيان قدرة الله عز وجل في إحياء الموتى، وقد برهن الله عز وجل على قدرته على إحياء الموتى بأدلة عقلية، وأدلة حسية.

فمن الأدلة العقلية مثل قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} (٢) فهذا دليل عقلي على إمكان إحياء الموتى، وجهه أن الإعادة أهون من الابتداء، فالقادر على الابتداء قادر على الإعادة من باب أولى، وكما في قوله تعالى: {كَمَا


(١) سورة الإسراء، الآية: ١٤.
(٢) سورة الروم، الآية: ٢٧.

<<  <   >  >>