للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (١٠٤)} (١) هذا مثله أيضًا استدل الله تعالى بالابتداء على الإعادة.

أما الأدلة الحسية فما أكثر ما يضرب الله الأمثال بإحياء الأرض بعد موتها على قدرته على إحياء الموتى، مثل قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٩)} (٢). وقال تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (٩) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (١١)} (٣). والآيات في ذلك كثيرة، فقد برهن الله عَزَّ وَجَلَّ على قدرته على إحياء الموتى بالأدلة العقلية، والحسية، لتكون لذوي العقول دليلًا، ولذوي الأبصار، والأدلة الظاهرة دليلًا أيضًا، فالإنسان العقلاني كما يقولون نستدل له أو عليه بالعقل، والإنسان السطحي الذي لا يستدل إلَّا بما يشاهد نستدل عليه بالأدلة الحسية.

٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: الإشارة إلى أن من لم يخش الله ولم يتبع الذكر فإن الله قادر على أن يحيي قلبه فيخشى الله ويتبع الذكر، ووجه الدلالة أن الله تعالى ذكر هذا بعد أن ذكر انقسام الناس إلى من يخشى الله بالغيب ويتبع الذكر، ومن لم يكن كذلك، فيه إشارة إلى أن الله قادر على أن يرد هؤلاء إلى الحق.


(١) سورة الأنبياء، الآية: ١٠٤.
(٢) سورة فصلت، الآية: ٣٩.
(٣) سورة ق، الآيات: ٩ - ١١.

<<  <   >  >>