للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس في عيد الأضحى: "من لم يذبح فليذبح باسم الله" (١)، أو "فليذبح على اسم الله" (٢)، فخص الفعل.

لفظ الجلالة: (الله) اسم لله رب العالمين، وهو أعلم الأعلام، أعلم حتى من الضمير؛ لأنه اسم يختص بالله لا يمكن أن يشاركه فيه أحد، ولهذا قالوا: أعرف المعارف على الإطلاق اسم الله؛ لأنه لا يشاركه فيه أحد، والضمير إذا قلت "قمت" فلا يشاركني أحد فيه، لكن صالح أن يستعمله غيري، أما الله فلا الشركة فيه.

{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} صفتان لله، والرحمن، والرحيم معناهما ذو الرحمة، لكن الرحمن باعتبارها وصفًا لله، والرحيم باعتبارها فعلًا له، ولهذا كان الرحمن عامًّا، والرحيم خاصًّا، قال تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} فالرحمن لوحظ فيه الوصف، والرحيم لوحظ فيه الفعل، ولهذا لما لوحظ في الرحمن الوصف جاء على الأوزان التي تدل على الامتلاء والسعة، فصارت على وزن (فعلان).

والرحمة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى الحقيقية الثابتة له على وجه الحقيقة لا المجاز، وقد أنكرها أهل التعطيل، ومنهم الأشاعرة، وقالوا: إنه ليس لله صفة هي الرحمة؛ لأن الرحمة رقة ولين، وهذا لا يليق بالله عز وجل، وفسروها إما


(١) أخرجه البخاري، كتاب العيدين، باب كلام الإمام والناس في خطبة العيد (٩٨٥) ومسلم كتاب الأضاحي، باب وقتها ١ (١٩٦٠).
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الذبائح والصيد، باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فليذبح على اسم الله" (٥٥٠٠)، ومسلم، كتاب الأضاحي، باب وقتها (١٩٦٠).

<<  <   >  >>