للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنهم غير مرسلين، وهذا يستلزم الجهل، إذًا فالتأكيد بمثل هذا أشد من التأكيد بالقسم لما يترتب عليه من اللوازم الخطيرة، ولهذا قال العلماء: لو قال قائل: الله يعلم أني ما فعلت كذا وهو فاعل قالوا: إن هذا يقتضي الكفر إذا كان يعلم معنى ما يقول، وما يلزم من قوله، ووجه ذلك ما أشرنا إليه آنفًا من كونه يستلزم أن يكون الله جاهلًا وعاجزًا.

١٠ - ومن فوائد الآية الكريمة: جواز التأكيد بعدة مؤَكدات في جانب المنكر، بل قد نقول: إن التأكيد واجب إلَّا لفائدة، لقوله هنا: {قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (١٦)} وقد سبق أن الجملة مؤكدة بثلاث مؤكدات.

١١ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن الرسل عليهم الصلاة والسلام ليس عليهم هداية الخلق، وإنَّما عليهم إبلاغ الرسالة فقط، لقولهم: {وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٧)}.

١٢ - ومن فوائدها أيضًا: أنَّه يلزم الرسل أن يكون بلاغهم مبينًا مظهرًا للأمر على حقيقته.

١٣ - ويتفرع على ذلك أنَّه لا إبهام في الشرائع، وأن الشرائع كلها واضحة، فإن جاء إبهام في نص، فهو مبين موضح في نص آخر، وإن بقي الإبهام قائمًا فالعلة في فهم المخاطب، إما لقصوره، أو لتقصيره، أما ما جاءت به الرسل فإنه يحصل به البلاغ المبين المظهر لكل ما تحتاج إليه الرسالة، لقوله: {وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٧)}.

* * *

<<  <   >  >>