للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكم، وذلك بسبب كفرهم فهم الشؤم على أنفسهم، وليس الشؤم من الرسل، بل من هؤلاء ولو شاءوا لآمنوا فزال عنهم ما حل بهم من العذاب والنقص، {أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ} قال المؤلف - رحمه الله -[همزة استفهام دخلت على "إن" الشرطية، وفي همزتها التحقيق والتسهيل وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأخرى] سبق مثل هذا وأن فيها خمس قراءات، أو أربع قراءات: التحقيق، والتسهيل، فيقال "إن" هذا التحقيق، والتسهيل، "أإن" بدون بيان الهمزة، إدخال ألف بينهما بوجهيها يعني وعدم الإدخال، فإدخال ألف التحقيق تقول آإن ذكرتم، وبالتسهيل أإن هذا إدخال ألف بينهما، وبين الأخرى التي هي همزة إن، والقراءات كلها سبعية (١) وقوله: {أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ} قال المؤلف: [وعظتم وخوفتم، وجواب الشرط محذوف، أي: تطيرتم وكفرتم] قوله: {أَيِن} حرف شرط، والشرط يحتاج إلى فعل شرط، وإلى جواب الشرط، أما فعل الشرط فمذكور وهو قوله: {ذُكِّرْتُمْ} أما جواب الشرط محذوف، تقديره يقول المؤلف رحمه الله: [تطيرتم وكفرتم].

ولننظر ماذا حصل من التذكير لنعرف جواب الشرط {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨)} فالذي حصل منهم أنهم تطيروا، وأنهم توعدوا بالرجم والعذاب الأليم، فيكون الجواب مطابقًا للمذكور أي: {أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ} تطيرتم، وتوعدتم بالرجم والعذاب الأليم، وكفرتم، قال


(١) يمكن الرجوع إلى الشريط المسجل وهو الشريط الثاني آخر الوجه الثاني.

<<  <   >  >>