المؤلف:[وهو محل الاستفهام. والمراد به التوبيخ] وهو أي: جواب الشرط المحذوف محل الاستفهام، يعني هو الذي ينصب عليه الاستفهام لا التذكير؛ لأن التذكير ثابت وليس فيه إنكار، إنما الإنكار والتوبيخ بالتطير بهم، واعتدائهم على الرسل، فهو محل الاستفهام الذي يراد به التوبيخ، يعني أن الرسل عليهم الصلاة والسلام وبخوهم وقالوا: أتتشاءمون وتتوعدون؛ لأننا ذكرناكم، فهذا هو محل الاستفهام، وإنَّما نص المؤلف على ذلك لأنه قد يظن الظان أن محل الاستفيم هي الجملة الموالية لأداة الاستفهام وهي قوله:{أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ} الواقع أن محل الاستفهام هو جواب الشرط، لا الشرط المذكور وهو أي الاستفهام للتوبيخ.
{بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (١٩)} هذا إضراب انتقال، يعني انتقلوا من الإنكار عليهم بكونهم يكذبون الرشمل ويتوعدونهم ويتطيرون بهم إلى وصفهم الحقيقي وهو أنهم قوم مسرفون، والإضراب يكون للإبطال، ويكون للانتقال، فإذا قلت: جاء زيا بل عمرو، فهذا إضراب إبطال، وإذا قلت: زيد في شك بل هو منكر، فهذا إبطال انتقال، ومنه قوله تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (٦٦)} (١) ومنه هذه الآية الكريمة {أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (١٩)} وقوله: {مُسْرِفُونَ (١٩)} أي متجاوزون للحد، ووجه التجاوز:
أولًا: أنهم كذبوا الرسل بلا بينة وبلا دليل؛ لأنهم اعتمدوا على ما ليس حجة لهم، {قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} وقالوا: {وَمَا