للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن من طريق الدعوة أن يذكر الإنسان حال الداعية بوصفه بما يوجب قبول قوله؛ لقوله: {وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢١)} وقد ذكر ما يوجب قبول قولهم في أول الدعوة {اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠)} وفي آخرها في قوله: {وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢١)}.

٨ - ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّه يجب على من دعا إلى الله أن يكون على بصيرة وعلى علم؛ لأن هذا هو وصف الرسل عليهم الصلاة والسلام، فهم يدعون إلى الله على هدى منه، وأما من يدعو على غير هدى فإنه قد يفسد أكثر مما يصلح، لأن الذي يدعو على غير علم ربما يجعل الشيء الحرام حلالًا، والحلال حرامًا وهو لا يدري، فيحصل بذلك فساد في الدين والعقيدة.

٩ - ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّه لا بأس للإنسان أن يضيف الشيء إلى نفسه على سبيل الفرض تلطفًا، لقوله: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي} يعني على فرض أنني أتخذ من دون الله آلهة فما الذي يمنعني أن أعبد الله عَزَّ وَجَلَّ وحده؟ !

١٠ - ومن فوائدها: الإرشاد إلى وجوب الإخلاص في العبادة لقوله: {الَّذِي فَطَرَنِي} فإن الله تعالى منفرد بفطر الخلق فيجب أن يفرد بالعبادة، فلا يدعي أحد أن الآلهة تخلق، إذًا لا يجوز أن تعطى شيئًا من العبادة التي يختص بها من يخلق وهو الله عَزَّ وَجَلَّ.

١١ - ومنها: أنَّه من كمال الدعوة والتسليم قرن الحكم بدليله، أو علته؛ لقوله: {الَّذِي فَطَرَنِي} فإن هذا كتعليل لقوله:

<<  <   >  >>