للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (٩٣)} (١) والخاصة كقوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} (٢) والخاصة فيها أخص وهي عبودية الرسل عليهم الصلاة والسلام، كقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} (٣).

{وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧)} جعلني من المكرمين لدخوله الجنَّةَ؛ لأن دخول الجنَّةَ إكرام للإنسان من قبل الله تعالى، وإكرام من قبل الملائكة؛ لأن الملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. وإكرام من جهة الولدان المخلدون الذين هم خدم لأهل الجنَّةَ، وإكرام من جهة الزوجات اللاتي هن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان، وإكرام من جهة بعضهم لبعض، فإنهم إخوان على سرر متقابلين، قد نزع الله ما في قلوبهم من غل، ومثل هذا لابد أن يكون فيه إكرام من بعضهم لبعض، فأهل الجنَّةَ مكرمون، ومنهم هذا الرجل المؤمن الناصح المخلص فإنه مكرم بدخول الجنَّةَ، قال الله عَزَّ وَجَلَّ لما ذكر المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون ختم هذه الصفات بقوله: {أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (٣٥)} (٤) ولهذا قال هنا: {وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧)}.


(١) سورة مريم، الآية: ٩٣.
(٢) سورة الفرقان، الآية: ٦٣.
(٣) سورة الفرقان، الآية: ١.
(٤) سورة المعارج، الآية: ٣٥.

<<  <   >  >>