للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣)} (١) والإعداد بمعنى التهيئة، والنصوص في هذا كثيرة، وقد عرضت الجنَّةَ والنار على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي صلاة الكسوف.

وهل تبقى الجنَّةَ أبدًا؟

الجواب: نعم، وهذا متفق عليه بين أهل السنة، والنار موجودة الآن وهو متفق عليه، بين أهل السنة، وهل تفنى؟ الصحيح المقطوع به أنَّها لا تفنى؛ لأن الآيات صريحة في ذلك فقد ذكر الله تعالى تأبيد الخلود فيها في ثلاث آيات من كتابه، في سورة النساء، والأحزاب، والجن، في سورة النساء قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (١٦٨) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (١٦٩)} (٢). في سورة الأحزاب: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (٦٤) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٦٥)} (٣) الثالثة في سورة الجن: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (٢٣)} (٤) فهذه ثلاث آيات صريحة في تأبيد أهل النار، ومع التصريح التأبيد ذكر عن بعض السلف أنهم كانوا يقولون بأنها تفنى، ولكن هذا القول لا شك - مهما قاله من قاله - فإن قوله مردود عليه.

١٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: منة الله عَزَّ وَجَلَّ على من آمن بالمغفرة والإكرام، فيتفرع على هذه الفائدة: أن الإيمان سبب المغفرة، وسبب لإكرام الله تعالى للعبد.


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٣٣.
(٢) سورة النساء، الآيتان: ١٦٨، ١٦٩.
(٣) سورة الأحزاب، الآيتان: ٦٤، ٦٥.
(٤) سورة الجن، الآية: ٢٣.

<<  <   >  >>