للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و {يَقُولُونَ} حال من الملائكة، يعني حال كون الملائكة يقولون حين توفاهم ادخلوا الجنَّةَ فيستفاد من هذه الآية إثبات نعيم القبر. ومثل قوله: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (٨٥)} إلى قوله: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩)} (١) فهنا قال: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ} حين الموت، ثم قال: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩)} ومنها هذه الآية: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} لأن هذا قيل له: {ادْخُلِ الْجَنَّةَ} ولم تقم الساعة الآن، فهو دليل على أن الميت ينعم في قبره كأنه دخل الجنَّةَ، لأنه يلبس من الجنَّةَ، ويفرش من الجنَّةَ، ويفتح له باب من الجنَّةَ، ويأتيه من روحها ونعيمها فكأنه دخلها.

١٠ - من فوائدها: أن هذا الرجل ناصح في حياته وبعد مماته، في حياته دعا قومه إلى توحيد الله عَزَّ وَجَلَّ، وأن يؤمنوا ويتبعوا الرسل، وبعد مماته تمنى أن قومه يعلمون بغفران الله له من أجل أن يؤمنوا ويتبعوا الرسل، وهذا دليل أن المؤمن لا تلقاه إلَّا ناصحًا حتَّى بعد موته يكون ناصحًا، وهذا الرجل تمنى أن قومه يعلمون بما غفر الله له لعلهم يرجعون فيؤمنون كما آمن.

١١ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات وجود الجنَّةَ، وقد دل على ذلك آيات، وأحاديث كثيرة مثل قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ


(١) سورة الواقعة، الآية: ٨٩.

<<  <   >  >>