للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَاسْمَعُونِ (٢٥)} فضيلة هذا الرجل بإعلانه الإيمان بالله عَزَّ وَجَلَّ، فكل إنسان يؤمن ويعلن إيمانه بالله فإن ذلك له ميزة وفضيلة، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٣)} (١) أعلن أنَّه من المسلمين ولم يخف أحدًا سوى الله.

٧ - ومنها: قوة شخصية هذا الرجل، حيث أعلن أمام هؤلاء القوم أنَّه آمن، وآمن بربهم الذي يستلزم أن يكونوا مخلصين له بالعبادة إذا كان ربًا لهم، كأنه أقام الحجة عليهم بذلك، فإذا كان الله ربكم فواجب أن توحدوه، ولا تتخذوا معه آلهة، وهذا يدل على قوة شخصيته، زد على ذلك أنَّه تحداهم فقال: {فَاسْمَعُونِ (٢٥)} فأنا لا أبالي بكم فاسمعوا إني آمنت بربكم الذي يجب أن توحدوه، لأنه ربكم.

٨ - ومن فوائد الآية الكريمة: بيان ربوبية الله تعالى العامة حيث قال: {بِرَبِّكُمْ} مع كونهم مشركين كفارًا، وهذا من الربوبية العامة.

٩ - يستفاد من هذه الآية الكريمة: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦)}. إثبات نعيم القبر لقوله: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} مع أن الساعة لم تقم بعد، ولم يدخل الناس الجنَّةَ، ويدل ذلك آيات من القرآن لقوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ} (٢) توفاهم الملائكة {طَيِّبِينَ} حال من الهاء


(١) سورة فصلت، الآية: ٣٣.
(٢) سورة النحل، الآية: ٣٢.

<<  <   >  >>