للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لنُعطينَّهم مالًا كثيرًا، لا لنُحيينَّه حياةً طيِّبةً ولو كان فقيرًا، فتَجِدُ حياتَه طيِّبةً مُطمئِنَّ البالِ مستريحًا لا يَهتمُّ بشيءٍ إلَّا بما يُرضي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ.

فإِنْ قال قائِلٌ: هل مُعاقَبَةُ المُؤمنِ على الذَّنْبِ في الدُّنيا دون الآخِرَةِ يَشملُ حتَّى ولو لم يَتُبْ فعوقِبَ وهو مُصِرٌّ على ذَنْبِه كالزَّاني مَثلًا؟

فالجَوابُ: نَعَمْ، لأَنَّه إذا تاب فلا يُعاقَبُ لا في الدُّنيا ولا في الآخِرَةِ.

وإن قيل: أليس التَّائبُ مِن الذَّنْب كمَنْ لا ذَنْبَ له، عَكْسُها أنَّه كَمَنْ عليه ذَنْبٌ، يعني ما استفاد مِن هذه العُقوبَةِ وما ارتدع؟

فالجَوابُ: أنَّه إذا عوقِبَ مُحِيَ عنه إِثْمُ ما سَبَقَ؛ لأنَّه أَخَذَ جزاءَه وانتهى، لكن قد يُؤخَّرُ له العَذابُ إلى يوم القيامة، ولهذا إذا أَحَبَّ اللهُ قومًا عجَّل لهم العُقوبَةَ في الدُّنيا حتَّى لا يُخزَونَ بها يومَ القيامَةِ.

وإن قيل: لو عوقب الآنَ ثُمَّ مات مُباشرةً قبل أن يَفعلَ الذَّنبَ الآخَرَ هل يُعاقبُ بنِيَّةِ عدمِ التَّوبَةِ؟

فالجَوابُ: إنِ استمرَّت النِّيَّةُ بعدَ العُقوبَةِ، فهذا رُبَّما يُعاقَبُ على نِيَّتِه لا على فعله.

وإن قيل: الَّذي يُعاقَبُ في نيَّتِه هل يُعاقَبُ إذا لم يُباشِرِ الفِعلَ؟

فالجَوابُ: لا، العِقابُ على النِّيَّة إذا نوى الإنسانُ فِعْلَ المَعصيَةِ، إمَّا أن يُدافِعَ هذهِ النِّيَّةَ ويَدَعُ المَعصيَةَ لله عَزَّ وَجَلَّ فهذا يُثابُ، وإمَّا أن يستمرَّ على نِيَّتِه وَيعزِمُ ولكنَّه يَعجَزُ فهذا يُعاقَبُ على نِيَّتهِ.

وإِنْ قال قائلٌ: هل عَذابُ القبرِ مُتَّصِلٌ إلى يومِ الْقيامَةِ؟

<<  <   >  >>