ذلكَ، كُلُّه يُسبِّحُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؛ أي: يُستَدَلُّ به على تَنزيهِ اللهِ عن كُلِّ نقصٍ وعَيبٍ. فإِنْ قال قائلٌ: هل عُمومُ قولِه تَعالَى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} ينطبق على قول الصحابة أن الطعام كان يسبح بين أيديهم {وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} بأن يَكونَ سَبَّحَ ولكن لم يَفْقَهوا تَسبيحَه إلَّا بإخبارِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أو أَنَّه سَبَّحَ حَقيقةً يَفهمُه أيُّ أحدٍ.
فإن قيلَ: هل التَّسبيحُ كما نقولُ نَحنُ أو خاصٌّ بها؟
فالجَوابُ: أنَّه تَقولُ سبحانَ اللهِ.
وإن قيل: هل صوتُ غَديرِ الماءِ هو تَسبيحُهُ؟
فالجَوابُ: لَا، هذا خطأٌ، فخَريرُ الماءِ ليس صوتَ تَسبيحٍ، بل هذا طَبيعيٌّ، فهل نَقولُ حركةُ الإنسانِ بالأرضِ إذا وَطِئت أقَدامُه الأرضَ وسَمِعَ لها الصَّوتَ هذا تَسبيحٌ؟ !