الْفَائِدَةُ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ: أنَّ مثلَ هذا الظَّنِّ سببٌ لهَلاكِ المَرْءِ -أن يَظُنَّ أنَّه لن يُبْعَثَ- بل هو هَلاكُه حَقيقَةً؛ لأنَّ الَّذي يُنكِرُ البَعثَ كافِرٌ، والكافِرُ لا حظَّ له لا في الدُّنيا ولا في الآخِرَةِ لقولِ اللهِ تعالى:{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[الزُّمَر: ١٥].
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ: الإشارَةُ إلى أنَّ النَّار لا تَفنى؛ لقولِهِ:{فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} وهذا -أعني أنَّ النَّار لا تَفنى- هو قَولُ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَةِ كما أنَّ الجَنّةَ أيضًا لا تفنى.
وقد زَعَمَ بعضُ العُلماءِ أنَّ النَّارَ تفنى في آخِرِ النِّهايَةِ، لكنَّ هذا الزَّعْمَ باطلٌ، يعني لا يَستَحِقُّ مَنزلَةً أن نَقولَ: إِنَّه ضعيفٌ، بل نَقوُل إنَّه باطلٌ لا يَنْبَغي أن تُسوَّدَ به الصَّحائفُ، وذلك لأنَّ كَلامَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذي خَلَقَ النَّارَ، وهو عالمٌ بها وبمَصيرِها فيه التَّصريحُ بالتَّأبيدِ في ثَلاثَةِ مَواضِعَ من كتابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: