إلى الأَقرعِ والأَبرصِ والأعمى بِصورَتِه الَّتي عليها (١) وقالَ: إِنَّهُ مسكينٌ وابنُ سبيلٍ، ولا أَبرصَ ولا أَقرعَ ولا أَعمَى، لكنَّ هذا للتَّقريبِ، إِنَّما المُبالغةُ في التَّمثيلِ بحيثُ لا نَدْعو النَّاسَ إِلَّا بِه، هَذَا هو الخطأُ.
فنَقولُ: الدَّعوةُ إِلَى اللهِ تَعالى لَها وَسائلُ، كُلُّ ما يَكونُ فيه تَصويرُ الواقعِ والتَّحذيرُ منه بِدونِ أن يَشتملَ على كَذِبٍ أو محُاكاةِ البَهائمِ أو محُاكاةِ الرَّجُلِ المَرأةَ أو بالعكسِ، فَلا مانِعَ، فنَحنُ لا نُنكِرُ التَّمثيلَ مُطلقًا ولا نُحَبِّذُه، ونُنكِرُ أن يَكونَ هوَ الوَسيلةَ إلى الدَّعوةِ إلى اللهِ، لِأَنَّكَ إذا عَوَّدتَ النَّاسَ على أنَّك لا تَدعُوهم إلى اللهِ إِلَّا بِهَذه الوَسيلَةِ نَسوا الأَهَمَّ وهو مَوعِظةُ القُرآنِ والسُّنَّةِ.
(١) أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث أبرص وأعمى وأقرع في بني إسرائيل، رقم (٣٤٦٤)، ومسلم: كتاب الزهد والرقائق، رقم (٢٩٦٤)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.