بِك، وأمَّا على الضَّرَّاءِ فيُحمَدُ أولًا: على أنَّهُ - لا شكَّ - ما قَدَّر هذا إلَّا لحِكمةٍ، ثانيًا: أنَّ ما يَترتَّبُ عَلى هذه الضَّرَّاءِ منَ المَصالحِ العَظيمةِ يَقتضي أنْ يُحمَدَ اللهُ عليها، فالإنسانُ إِذا أصابَته الشَّوكةُ وتَألَّمَ بها يُحَطُّ عنه مِن خَطيئتِه، وخَطيئَتُه مُثقِلةٌ عَظيمَةٌ مخُزيَةٌ في الآخرَةِ، والشَّوكةُ لَيست مُؤلمِةً إلى ذاكَ ولَيست ظَاهرةً للنَّاسِ، ومع ذلك يُكفَّرُ بها مِنْ سيِّئاتِه.
لكنَّ هُنا مَسألةً كانَ النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وعلَى آلِه وسلَّم - إذا أَصابَه شَيءٌ يَسوؤه لا يَقولُ: الحَمدُ لله على الضَّرَّاءِ مَثَلًا أو على كَذا، بل يَقولُ:"الحَمدُ للهِ على كُلِّ حالٍ"(١)، فيَنبغي أنْ تَنتبِهَ لذلك، إذا أَصابتْكَ سَرَّاءُ تَقولُ: الحمدُ للهِ الَّذي بنِعمتِهِ تَتمُّ الصالحِاتُ، وإِذَا أصابتك ضَرَّاءُ تَقولُ: الحمدُ للهِ عَلى كلِّ حالٍ.
وبِهذا نَعرفُ خَطأَ مَن يَقولُ:"الحمدُ للهِ الَّذي لا يُحمَدُ على مَكروهٍ سِواهُ" هذا غَلطٌ؛ لأنَّ هذه العِبارةَ تُنْبئُ عن تَأَزُّمٍ نَفسيٍّ وعن كَرَاهةٍ لمِا قَدَّرَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ - على
(١) أخرجه ابن ماجه: كتاب الأدب، باب فضل الحامدين، رقم (٣٨٠٣)، من حديث عائشة - رضي الله عنه -.