للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَمراضِ القلُوبِ وَأَسقامِ الأَبدانِ لَكنْ، {لِلَّذِينَ آمَنُوا} آمَنوا بِالقُرآنِ وبأنَّه مِن عِند اللهِ وبأنَّه شِفاءٌ، أَمَّا رَجُلٌ لَمْ يُؤمِنْ به ولَمْ يَرفعْ به رَأسًا ولَمْ يَرَ بِمُخالفتِه بَأْسًا، فَإنَّ هَذا لا يَنتفعُ بِه.

فإِنْ قال قائلٌ: كَيفَ يُشترَطُ للرُّقيةِ أنْ يَكونَ المَرقيُّ - الَّذي يُتلى عليه القُرآنُ - مُؤمنًا بِه وزَعيمُ القَومِ هَذا لَمْ يَكُنْ مُسلمًا؟

فالجَوابُ: هو مُؤمنٌ بأَنَّ قِراءتَهم سَوف تُفيدُه، وهَذا لا بُدَّ مِنه؛ لِأنَّه إِذا لَم يُؤمنْ لَمْ تَنْفعلِ النَّفسُ وتَكُونُ قَابلةً لَه، فَلا يُمكنُ أَنْ تَنفعلَ النَّفسُ لِقَبولِ هَذا العِلاجِ إِلَّا إِذا آمَنَ بأَنَّه مُفيدٌ.

فَإِنْ قيلَ: هَل يُعالَجُ الكافِرُ بِالقُرآنِ؟

فَالجوابُ: نَعَمْ، يُعالَجُ بِالقُرآنِ، ورُبَّما يَكونُ عِلاجُه بِالقُرآنِ أَوْلى مِن عِلاجِ المُؤمنِ بِه؛ لِأنَّه إِذا عَرَفَ أَنَّهُ مُؤثِّرٌ يَكونُ ذَلكَ سَببًا لِإِسلامِه.

وإِنْ قَالَ قائلٌ: بَعضُ النَّاسِ يَتوسَّعُ في الرُّقيةِ الشَّرعيَّةِ ويُضيفُ فيها كَيفيَّاتٍ مِن عِندِه، فَهَلِ الرُّقيةُ مُتوقِّفةٌ عَلى ما جاءَ عَنِ السَّلفِ أَمْ لَهم أَنْ يَتوسَّعوا؟

فَالجَوابُ: الأَوْلى بِالقارئِ أَنْ يَقتَصِرَ عَلى ما جاءَ بهِ السَّلَفُ، أمَّا غَيرُ ما جاءَ عَنِ السَّلفِ فَهَذا رُبَّما نَقولُ: إِنَّه خاضعٌ لِلتَّجربةِ إِذا جُرِّبَ ونَفَعَ، فَالمَقصودُ النَّفعُ، وَإِذا لَمْ يُجَرَّبْ ولكنَّ الإِنسانَ يَتخرَّصُ فَالظَّنُّ بَعضُهُ إِثمٌ.

وإِنْ سَأَلَ سائلٌ عَنِ اسْتِنطاقِ الجِنِّ بِالقُرآنِ، فَبَعضُ مَن يَرْقي يَقولُ أَنَّه اسْتَنطَقَ الجِنَّ، فَقالوا لَهُ كَذا وقَالوا لَهُ كَذا؟

فَالجَوابُ: أنَّنا لا نَدري عَن هَذا شَيئًا، فَدائمًا يَقولونَ: إِنَّهم يَسْتَنطِقونَ ودائمًا

<<  <   >  >>