قَولُه تَعالى:{هَذَا لِي} أَيْ: هَذا بِعَمَلي فَتَكونُ اللَّامُ بمعنى مِنْ؛ أي: هذا مِنِّي وليس مِن اللهِ، وقيل: اللَّامُ للاستِحقاقِ، يَعني: أَنِّي مُستحِقٌّ له فَلا مِنَّةَ للهِ عَلَيَّ به لأنِّي له أَهلٌ، فأنا حَقيقٌ به، المفسِّر مَشَي على القولِ الأوَّلِ وهو أنَّ اللَّامَ بمعنى مِن؛ أي: لَيَقُولَنَّ هذا مِنِّي وأَنا الَّذي اكْتَسبتُه أَنا الَّذي اتَّجرْتُ، وما أَشبهَ ذلك. القولُ الثَّاني: يَقولُ: هَذا مِنَ اللهِ. لكن لا مِنَّةَ له عَلَيَّ به؛ لأنِّي مُستحِقٌّ له، والآيةُ تَحتَملُ هذا وهذا.
والقاعدةُ في التَّفسيرِ: أَنَّه إِذا كانت الآيةُ تَحتَملُ مَعنيينِ لا يُنافي أَحدُهما الآخرَ، فإنَّها تُحملُ عَليهما جَميعًا إِذا لَمْ يُوجَدْ مُرَجِّحٌ لِأحدِهما.