نَقولُ في إِعرابِ:{وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي} ما قُلناه في: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ}؛ لأنَّه اجْتمعَ قَسَم وشَرْطٌ، وتَأخَّر الشَّرطُ فَحُذِفَ جَوابُه وبَقِيَ جَوابُ القَسَمِ في قَولِه:{إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى} فتَجِدُ هذا الرَّجلَ مِن غرورِه -وَالعِياذُ بِاللهِ- أَنَّه أكَّدَ بِالقَسَمِ و {إِنَّ} و (اللَّامُ) القَسَمُ في قولِه: {وَلَئِنْ} و {إِنَّ} في قولِه: {إِنَّ لِي} واللَّامُ في قولِه: {لَلْحُسْنَى} فَهو أَكَّدَ أَنَّه علي فَرْضِ أَنْ يَرجِعَ إِلَي اللهِ فَسيجِدُ الحُسنى وهي الجنَّةُ كما قال المفسِّر رَحِمَهُ اللهُ، وأَخَذَ المفسِّر هذا التَّفسيرَ مِنْ تَفسيرِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في قَولِه تَعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[يونس: ٢٦] حَيثُ قَالَ: "إِنَّ الحُسنى الجنَّةُ والزِّيادةُ النَّظَرُ إلي وَجهِ اللهِ"(١).
إذن هذا الرَّجلُ مَغرورٌ في غايةِ الغُرورِ:
أوَّلًا: أنَّه أضاف النِّعمةَ الَّتي حَصلَتْ له في الدُّنيا أَضافَها إِلَي نَفْسِه، إمَّا مُباشرَةً هو الَّذي حصَّلَها من دونِ اللهِ، وإمَّا لأَنَّه مُستحِقٌّ لها فلا فَضْلَ للهِ عليه بها.